لقاءاً مفتوحاً حول التعددية ضمن اطار الوحدة والعيش المشترك بين ابناء الشعب الواحد 

نظم مركز وئام الفلسطيني لحل النزاعات في بيت لحم، لقاءاً مفتوحاً حول التعددية ضمن اطار الوحدة والعيش المشترك بين ابناء الشعب الواحد،  بمسيحيه ومسلميه وذلك يوم الاثنين 12/6/2017 في باحة مركز وئام حضرها لفيف من رجالات ونساء المجتمع، والمخاتير، والنشطاء ورجالات الاصلاح ومجموعة كبيرة من الشباب والشابات من مختلف المناطق والاطياف المجتمعية وكان من بين المتحدثين مدير المركز زغبي زغبي والشيخ ماهر عساف.  

في بداية اللقاء رحب مدير مركز وئام، زغبي زغبي، ومدير البرامج عماد نصار بالحضور الكريم شاكراً لهم حضورهم وثقتهم بالمركز لما يقوم به من نشاطات لتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الناس على مختلف مشاربهم وتعزيز الحوار الايجابي المبني على الاحترام المتبادل وبناء المجتمع التعددي. وفي كلمته اكد السيد زغبي على أهمية العيش المشترك والحوار البناء بين اطياف المجتمع الواحد للوصول الى مجتمع حضاري متأخى تسوده المودة بين مختلف الاديان السماوية يؤمن بالحوار البناء والعدل لتحقيق تطلعاته المستقبلية والوطنية، كما اشاد بالدور الريادي لجيل الشباب كونهم القادرين على التغيير حيث اشار أن بداية أي تغيير يجب ان يبدأ بالإنسان نفسه ومن ثم ينتقل الى باقي افراد المجتمع ككل. ومن هنا تكمن اهمية تضافر جهود كافة اطياف المجتمع لخلق مواطن فاعل وخلق جو من الثقة والتفاهم لدعم التعايش السلمي واستدامته.

ومن ناحيته، تحدث الشيخ والمربي أحمد عساف حول اهمية العيش المشترك بين افراد المجتمع الواحد على اختلاف دياناتهم ومشاربهم مشدداً على اهمية استخدام العقل كوسيلة للتفاهم بين الشعوب المختلفة وافراد المجتمع الواحد وتسخيره لتدبر مسارنا الصحيح والتفكر في مصائرنا. فالتعددية وفقا للشيخ ماهر هي وسيلة تهدف للتعارف بين الشعوب والعبودية لله سبحانه وتعالى وانسجاماً مع تعاليمه ورحمته لنا. فالشعوب على مختلف انتماءاتها قدمت مخزونها الثقافي والحضاري الذي استفادت منه الحضارات والشعوب المتعاقبة وسخرته لخدمة تطورها وللتقرب الى الخالق. كما اشار الشيخ ماهر لحقيقة بديهية الا وهي ان الاختلاف بالرأي هو سمة من سمات التعددية الايجابية وان ربنا أمر بالتعددية في الكتب السماوية المسيحية والاسلامية.   

كما تناول النقاش بعض تعاليم الدينين التي تنادي بالحوار والعيش المشترك واستخدام العقل باعتبارها قاعدة اساسية من قواعد الحياة حيث قال ان “الكلمة هي ضالة المؤمن، اينما وجدها أخذها” للدلالة على قدرتنا كمؤمنين وافراد في هذا المجتمع على تحكيم عقلنا في النظر في الامور وتمحيصها وتغليب الحوار والعقل لحل القضايا المجتمعية الملحة.

وفي سياق متصل كان هناك توافق كلي بين الشيخ ماهر وزغبي على أن التعددية لا تعني بالضرورة أن هذا الرأي صائب وذاك الرأي خاطئ، وإنما الأمر يعتمد على الحوار والعقل للوصول الى قواسم مشتركة لكلا الطرفين، كما نوه كلا المتحدثين على اهمية دور الشباب كجسر للحوار العقلاني بالرغم من الظروف المحيطة والواقع الصعب الذي يعيشه هذا الجيل. واشاروا اننا لكي نكون فاعلين في الحوار، نحن بحاجة إلى سلوك صحيح وأن نكون مستمعين ومتواصلين فاعلين.

وكان قد تخلل الحوار مشاركات ومداخلات أثرت اللقاء ، ومنها مداخلات الشباب والشابات واصحاب الراي من الحضور اللذين شددوا على اهمية الحوار بين افراد المجتمع حول الامور الحياتية والقضايا المجتمعية لتدارك الخلافات وحل القضايا المجتمعية بأسلوب حضاري قائم على الحوار البناء. فالحوار يهدف الى التفاهم حول “العيش الواحد” الذي يعني المشاركة في تحمل مشاق الحياة داخل الوطن، والسعي للوصول الى مجتمع متقدم، والإسهام في نهضة المواطن والوطن والعمل يدا واحدة للوصول الى الحرية المنشودة.

وفي النهاية أكد الجميع على ضرورة استمرار مثل هذه اللقاءات المثمرة التي ترقى بالإنسان وترسخ أواصر التآخي بين اطياف المجتمع الواحد التي اساسها تحكيم دور العقل واحترام الإنسان وتكريس اسس العيش الواحد.

واختتم اللقاء بتناول الحاضرين لوجبة الافطار كتجسيد للتأخي والمشاركة الفاعلة بين افراد المجتمع بمسلميه ومسيحيه.